حزب التحرير ولاية الأردن

بيان صحفي: مكتب الناتو في الأردن إذعان ورهن للبلاد لخدمة المصالح الاستعمارية لأعداء الأمة

 

 

المكتب الإعــلامي

رقم الإصدار: 1446 / 22

 

بيان صحفي

مكتب الناتو في الأردن إذعان ورهن للبلاد

لخدمة المصالح الاستعمارية لأعداء الأمة

وقّعت الأردن وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، في بروكسل يوم الخميس 12/06/2025، اتفاقية استضافة مكتب الارتباط الدبلوماسي للحلف في العاصمة عمّان، ووقعها عن الجانب الأردني السفير المعتمد لدى حلف الناتو يوسف البطاينة، وعن الحلف المُمثل الخاص للجوار الجنوبي خافيير كولومينا، الذي أشاد بالعلاقات المتميزة مع الأردن، مُثمّناً استضافة الأردن للمكتب ودور الأردن المحوري في المنطقة، باعتباره شريكاً موثوقاً للحلف في مجالات متعددة.

وجاء في قرار سابق لمجلس الوزراء في جلسته التي عقدها في 4/5/2025، برئاسة رئيس الوزراء جعفر حسَّان، أن الموافقة على اتفاقية مع منظَّمة حلف شمال الأطلسي تأتي انسجاماً مع مصالح الدولة الأردنية وتوجهها نحو فتح مقر لمكتب الاتصال التابع لحلف شمال الأطلسي، وذلك في إطار جذب أكبر عدد ممكن من المنظمات الدولية لتصبح المملكة مركزاً للمنظمات الدولية والإقليمية.

وكان الحلف قد اعتمد في قمة قادة الناتو لعام 2024 في واشنطن إنشاء مكتب اتصال للحلف في الأردن وهو مكتب الاتصال الأول في المنطقة، وكانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين، قد أكدت وقتها، أن قرار افتتاح المكتب، يمثل “علامة فارقة في الشراكة الاستراتيجية العميقة بين الأردن والحلف، ويشيد بإنجازاته الممتدة في مكافحة التهديدات العابرة للحدود كالإرهاب والتطرف العنيف”.

إن هذا الحلف العسكري الدولي قائم على الهيمنة والتوسع والسيطرة الاستعمارية للغرب بقيادة أمريكا وأوروبا وإشعال الحروب المحلية والإقليمية التي جعلت العالم في صراع وتوتر لا ينتهي، وكان قد تأسس بعد الحرب العالمية الثانية عندما وقعت 12 دولة مؤسسة على معاهدة حلف شمال الأطلسي عام 1949م بهدف حماية الدول الأوروبية من خطر الاتحاد السوفياتي آنذاك، وبعد أن انتهى حلف وارسو بسقوط الاتحاد السوفياتي، كان يجب أن ينحل، ولكن أمريكا حرصت على استمراره لإبقاء هيمنتها على الدول الغربية وخاصة الاتحاد الأوروبي وكذلك لاستخدامه ضد دول أخرى، وصنعت لاستمرار وجوده ذرائع، مثل (الحرب على الإرهاب) أي الإسلام، وعقد حلف الناتو ما يسمى بالشراكات والتحالفات مع تفاهمات تكتلية مثل تفاهمات الشرق الأوسط وتحالف إسطنبول، بل حتى شراكات متقدمة منفردة مع بعض الدول مثل الأردن، تحقق مصالح استراتيجية لحلف الناتو؛ الذي أصبح أداة استعمارية بيد أمريكا.

أما عن دور مكتب الناتو في عمّان فقد جاء على لسان الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ قوله إن “الأردن يعتبر شريكاً طويل الأمد وذا قيمة عالية بالنسبة لحلف الناتو”، وأشار المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية سام وربرج في مقابلة مع وكالة الأنباء الأردنية على هامش فعاليات قمّة الناتو السابق، إلى أن بلاده تُقدّر الدور الحيوي الذي تلعبه المملكة بالنسبة للاستقرار بشكل عام في المنطقة. هذه التصريحات للمسؤولين في الناتو وأمريكا تشير إلى أن النظام في الأردن يقوم بالدور المنوط به منذ تأسيسه ككيان وظيفي لحماية المصالح الغربية الاستعمارية وعلى رأسها تمكين كيان يهود والمحافظة على وجوده كمصلحة ورأس حربة لبريطانيا ومن ثم أمريكا وأوروبا في تحقيق مشاريعها الاستعمارية والحيلولة دون تحقيق الأمة مشروعها النهضوي بإقامة دولتها الإسلامية، دولة الخلافة الراشدة. وما تخاذُل النظام في الأردن عن نصرة أهل غزة إلا مثالٌ صارخ على هذه التبعية والخدمات التي من أجلها يتعاظم دور الأردن في تسخير مقدراته وأبنائه لخدمة الكافر المستعمر من خلال فتح مكتب اتصال للناتو.

فلم يكتف النظام باتفاقية للدفاع المشترك مع أمريكا وأقام لها ولأوروبا القواعد العسكرية وسمح بتمركز الآلاف من جنودهما على أراضيه، ليس هدفها إلا حماية كيان يهود ومصالح الغرب الاستعمارية، وهو المقصود من التعاون المنشود الذي يمكن تصوره من فتح مكتب للاتصال لحلف الناتو، لخدمة مصالحه في الهيمنة والسيطرة، وتسخير مقدراته الأمنية والعسكرية واللوجستية والسيبرانية، لتتفرغ أمريكا في حروبها التنافسية والهيمنة.

لقد تمادى النظام في وضع الأردن في بؤرة الخطر، وفي تسخير مقدراته وقواته للدفاع عن أعدائه وحرباً على الإسلام ودعاته، فكمم الأفواه وبطش بكل من كشف حقيقته بالاعتقال والتنكيل والتعذيب، وجيَّشَ شرذمة من المتخاذلين، تعلمهم الأمة، لتزيين عمالته وقبيح أعماله، فما تقوم به الأحلاف العسكرية وآخرها مكتب الناتو على أراضي المسلمين من تعاون أمني وسيبراني وتدريبات عسكرية مثل تدريبات الأسد المتأهب في الأردن منذ أكثر من عشر سنوات، وما تعقده من اتفاقيات أمنية وعسكرية للقواعد والمطارات والموانئ، يكسبها خبرة عملية ذات أهمية بالغة تنعكس نتائجها على أرواح ودماء وحرمات المسلمين، وتجعل لدول الكفر سلطاناً على أرض الإسلام، ما يؤدي إلى انتقاص سيادة الدولة على أراضيها، وذلك لا يجوز شرعاً لأنه يجعل للكافرين على المؤمنين سبيلاً أي سلطاناً، وهذا يحرمه الإسلام.

﴿وَلَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير

في ولاية الأردن