مقال: الحج والجهاد والعشر من ذي الحجة
بسم الله الرحمن الرحيم
مقال: الحج والجهاد والعشر من ذي الحجة
الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام فمن قام به ـ مع باقي الأركان ـ فقد بات على خير كبير وسقطت عنه تلك الأركان وبرئت ذمته. قال ﷺ: “بُني الإسلام على خمس: شـهادة أن لا إله إلا الله وأنّ محمداً رسول الله، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا “.
والحج كما هو معلوم فريضة شرعية يؤديها المسلم عبادة وطاعةً لله وامتثالاً وتلبيةً لأمره عز وجل: (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا)، واستجابة لقوله تعالى لسيدنا إبراهيم عليه السلام: (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ).
وفي هذه الأيام الفضيلة من ذي الحجة حيث يلبي المؤمنون نداء الحج من كل مكان لإقامة ركن الحج ومناسكه وهي من أيام الله المشهودة، كذلك أيام الجهاد مشهودة فمن يلبي نداء الجهاد ونحن نرى ما يحدث في غـزة في أيام الحج من قـ تل وتدمير وتجويع واقتحام الأقـصى وتدنيسه وبناء المستوطنات، وصدق الله تعالى: (وَلَوْلاَ دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللهِ كَثِيراً…).
ونداء الجهاد واضح أيها المسلمون في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ).
ونحن على علم بشوق المسلمين للجـ هاد وحبهم له كيف لا وهو لتجذره في نفوسهم يعتبر من مفاهيم الأعماق، ولو دعي للجهاد للبّى النداء كل المسلمين، ولكن الجهاد ليس فرض عين يتعلق بالفرد مع جواز -الجهاد الفردي- بل هو عمل جماعي يستدعي التجهيز والإعداد والتدريب، وإعداد العدة وإبراز القوة ومظاهرها، لإرهاب العدو وصولًا إلى الغلبة وقهر العـ دو وبناء الاستراتيجيات ومصانع الأسـلحة، وهذا يحتاج أعمالاً ضخمة ليس كأعمال الحج مع الفرق الكبير بين آثار معصية ترك النداء للحج وبين ترك الجهاد لما له من آثار على الأمة.
فالجهاد كما ذكرت يحتاج أعمالاً ضخمة تتطلب القوة وهذا من شأن الدول وليس الأفراد، وكل الأمة باتت على يقين من ضرورة تحريك الجـيوش وفعلا رَفَعت شعار تحريك الجـ يوش لإدراكها أن الأمر متعلق بالقوة.
ومن يملك زمام القوة ومن يملك زمام الجـيوش؟ أليس الحكام؟
والحكام اليوم ليس فقط يمنعون الجهاد بل يكبلون الجـيوش من التحرك ونصـرة إخوانهم، وهم العائق الوحيد لنصرة غزة وتلبية نداء الجهاد، وهذا الأمر أصبح معلوماً وقطعياً عند الأمة.
لذلك بقاء هؤلاء الحكام جـريمة وحرام، ووجوب العمل لإزالتهم فرض على الأمة، ليس فقط لأنهم يمنعون الجهاد بل هم يعطلون شرع الله ويحاربون استئناف الحياة الإسلامية ويحاربون حملة الدعوة له وجعلوا السيادة للكـ فر في بلادنا، بل قدموا للغرب المجرم ولكيان يهود كل أسباب الدعم السياسي والأمني والاقتصادي والعسكري وكانوا هم أعداء الإسلام والأمة ورأس الحربة للكفر وعملاؤه، فكيف لأمة تريد الجهاد وقد تسلّم زمام أمرها أشدّ أعدائها وهم الحكام؟!
يا أهل الإسلام ومحبي الجهاد: لقد أدركتم مصيبتكم ومن يمنعكم من الجهاد ويقف حجر العثرة أمامكم، فهلا عملتم للتغيير وإزالة هذه الأنظمة ومبايعة خليفة يحكمكم بالإسلام ويرفع راية الجهاد ويصرخ في الميادين “يا خيل الله آن لك أن تنطلقي”؟
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية الأردن
أ. نادر محمد