حزب التحرير ولاية الأردن

الرجوع إلى المربع الأول حتمي للخروج من القاع

 

الرجوع إلى المربع الأول حتمي للخروج من القاع

بهزيمة دولة الخلافة الإسلامية العثمانية، قرر المنتصر في الحرب العالمية الأولى (بريطانيا وفرنسا كرأس حربة) هدم دولة الخلافة، التي كانت جامعة للمسلمين تحت راية واحدة، وإلغاء نظام الحكم (نظام الخلافة) كونه نظاماً منبثقاً من الإسلام.

بحث الغرب الكافر طويلاً في سر قوة المسلمين، وبعد بحث وجهد كبير، أدرك أن قوة الإسلام تكمن في حديثين شريفين:

جاء في صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي ﷺ أنه قال: “مَن بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُكناية عن أهمية العقيدة الإسلامية.

وجاء في صحيح مسلم، روى أبو سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: “إِذَا بُويِعَ لِخَلِيفَتَيْنِ، فَاقْتُلُوا الآخِرَ مِنْهُمَا“، كناية عن أهمية وحدة المسلمين.

أصر الغرب الكافر في معاهدة لوزان على ترسيم الحدود، وتقطيع أوصال الدولة العثمانية إلى كيانات قزمة، ونصبوا عليها حكاماً خونة عملاء رسخوا الانقسام. وأصروا كذلك على إلغاء نظام الحكم، واستبدلوه بنظام لا يمت للإسلام والمسلمين بصلة.

هذا هو المشهد بعد هدم كيان الأمة السياسي إثر الحرب العالمية الأولى: دول مقسمة محتلة تحت الانتداب لا تملك من أمرها شيئاً.

زد على ذلك اقتطاع فلسطين ووهبها ليهود ليقيموا كيانهم على الأرض المقدسة، ليبقى الجرح غائراً ينزف ليومنا هذا.

لم يتغير الواقع منذ ذلك اليوم حتى يومنا هذا.

ولم تتغير نظرة الغرب الكافر للأمة، ولا يزال يبذل قصارى جهده لتأخير عودة كيان الأمة السياسي (الخلافة) قدر المستطاع، لأنه يدرك حقيقة أن الأمة إن استطاعت أن ترفع راية العقاب على أرض صلبة، لن يستطيع مخلوق أن يسقطها، وسوف تتمدد حتى تصل لما تحت أقدامهم.

ندرك جيداً أن المهمة صعبة وأن الطريق مليء بالحفر والأشواك، لكننا نؤمن أن الله تعالى قاهر فوق عباده، وأن نصر الله آت.

فعلينا أن ندرك أن وحدة المسلمين قضية مصيرية، وهدف يُدفع من أجله الغالي والنفيس.

﴿إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ

كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية الأردن

أ. رفعت محمود