خبر وتعليق: احتلال فوق الاحتلال
بسم الله الرحمن الرحيم
خبر وتعليق
احتلال فوق الاحتلال
الخبر:
قال المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية (CENTCOM) الكولونيل تيم هوكينز، الخميس، إن “مركز التنسيق المدني العسكري” الجديد في إسرائيل يشكل “آلية أساسية” لضمان انتقال غزة نحو الاستقرار والحكم المدني بصورة “آمنة ومستدامة”، مشيراً إلى أن المركز سيصل إلى كامل قدرته التشغيلية “خلال الأسبوعين المقبلين”
وأشار هوكينز إلى أن “عدة شركاء دوليين قد وصلوا بالفعل”، وتابع: “نائب قائد المركز هو ضابط بريطاني برتبة جنرال”، وأن “مزيداً من الدول والمنظمات ستنضم خلال الأيام والأسابيع المقبلة”.
وعن دور المركز في الحفاظ على وقف إطلاق النار، وصف هوكينز “قاعة العمليات” التي تتيح المراقبة الفورية لما يجري داخل غزة، قائلاً: “يُمكننا هذا من رؤية ما يحدث على الأرض فور وقوعه. وأشار هوكينز إلى أن موقع المركز داخل إسرائيل يتيح “تنسيقاً وثيقاً” مع الجيش الإسرائيلي، معتبراً أنه “من الطبيعي أن نعمل مع الجيش الإسرائيلي، فهي ممثلة في المركز شأنها شأن العديد من الدول والمنظمات الأخرى”.
ورداً على تصريحات بعض المسؤولين الإسرائيليين التي تفيد بأن واشنطن تحد من حرية عمل إسرائيل في غزة، قال هوكينز إن “الولايات المتحدة لديها التزام راسخ لا يتزعزع بأمن إسرائيل.. نحن شركاء في هذا الجهد الرامي إلى تحقيق غزة مستقرة وسلمية”. الشرق
ووفق مسؤولين أميركيين، وافقت واشنطن على إرسال ما يصل إلى 200 جندي لدعم القوة من خارج غزة، مشيرين إلى محادثات جارية مع دول أخرى بينها إندونيسيا، الإمارات، مصر، قطر، تركيا وأذربيجان للمشاركة في هذه الجهود. دنيا الوطن
وصرح مصدر مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية الجيش العربي أنه سيتم انتداب ممثل أردني للمشاركة ضمن فريق دولي يعمل من أجل تنفيذ بنود مرتبطة بوقف إطلاق النار بغزة وإدخال المساعدات وإعادة الإعمار.
حسب ما ذكرته صحيفة الإندبندنت “Independent” قال وزير الدفاع البريطاني، جون هيلي، خلال لقاء مع رجال أعمال في لندن، إن “عددًا صغيرًا من ضباط التخطيط البريطانيين” انضموا إلى مركز التنسيق المدني العسكري (CMCC)، من بينهم ضابط برتبة فريق سيتولى منصب نائب القائد. عرب لندن
التعليق:
إن المتابع لسياسات الغرب المستعمر في بلاد المسلمين وعلى رأسه أمريكا وبريطانيا يرى أن سياساتهم تجاه بلادنا هو إبقاء سيطرتهم عليها ومنع أي محاولة للانعتاق من هيمنتهم، بل أوجدوا لهم حكاما عملاء بل عبيد لهم يطيعونهم دون تردد لتنفيذ مخططاتهم وجعل اليد الطولى لهم في بلاد المسلمين.
إن ” مركز التنسيق المدني العسكري ” الذي أنشأته أمريكا في فلسطين إنما جاء لتعزيز وجودها وفرض سيطرتها بشكل مباشر في فلسطين المحتلة، ولتثبيت وقف الحرب على غزة لما رأت من استمرارها أن قاعدتهم المتقدمة في المنطقة – كيان يهود – قد مُرغ أنفهم في التراب ولم يستطيعوا أن يقهروا فئة مجاهدة تدافع عن دينها وأعراضها ومقدساتها. وأن هذا الكيان إزالته سهلة لولا تخاذل وتواطؤ أنظمة العمالة في دول الطوق التي تحمي هذا الكيان وتمنع المخلصين من أبناء الأمة من نصرة إخوانهم في فلسطين.
إن تأسيس هذا المركز جاء بالدرجة الأولى أيضا لحماية كيان يهود كما صرح الكولونيل تيم هوكينز، وهم الذين لا يزالون يقدمون الدعم العسكري الهائل لهذا الكيان. ولا يغيب عن أذهاننا مشاركة بريطانيا “أس الداء” في هذا الامر وهم الذين يقدمون كافة أنواع الدعم اللوجستي والعسكري سواء بطائرات وبرامج التجسس أم بالأسلحة والعتاد الذي توصله من قواعدها في بلاد الشام وقبرص، ولذا كانت أهمية مشاركتهم في هذا المركز حيث تم تنصيب ضابط بريطاني برتبة جنرال نائبا لقائد المركز لما لعبته من دور خبيث طوال فترة الحرب على غزة.
إن هذه القوات الدولية جاءت لحماية مصالح الاستعمار الغربي لبلادنا والحفاظ على كيان يهود من الزوال. فها هي قوات اليونيفيل المتواجدة في جنوب لبنان والتي من أهداف وجودها الحفاظ على ما يسمى بالسلام ووقف إطلاق النار في المنطقة لم يكن لها أي تأثير في منع هجوم كيان يهود على لبنان واستباحته وتوسيع احتلاله، وكذلك عندما حدثت مذبحة سربرنيتسا التي قام بها الصرب في البوسنة والتي كانت تحت حماية قوات الأمم المتحدة. هذه القوات لن تمنع قتل المسلمين بل هي لحماية كيان يهود وحفظ مصالح الاستعمار، فكيف ستحمي أهل غزة أو أهل فلسطين من اعتداءات كيان يهود وهو موجود بشكل أساسي في هذه القوات. فهذه القوات – الدولية أو الأممية- لا ترقب في المسلمين إلا ولا ذمة ولا يهمهم دماء المسلمين التي تسفك ليل نهار بل كل همهم بقاءهم واستمرار سيطرتهم ونهبهم لخيرات بلاد المسلمين.
إن مما يدمي القلب هو أن ترسل الأنظمة في بلاد المسلمين قوات للمشاركة في هذا المركز تحت قيادة أمريكا وحلفائها لحماية يهود بدلا من أن تتحرك جيوش المسلمين لاقتلاع كيان يهود وازالته من الوجود وقطع أيادي قوى الاستعمار وطردهم من بلاد المسلمين.
إن القوة الحقيقية لجيوش المسلمين لن تظهر طالما بقيت تأتمر بأوامر الأنظمة العميلة مؤثرة السلامة، فهذا الكيان وخلفه قوى الكفر لا ولم يستطع كسر عزيمة المجاهدين سواء في غزة أم في العراق أو في أفغانستان، فأمة الإسلام تقاتل عن عقيدة حية لن تنكسر قناتها إلى يوم الدين وإن فكرة الضعف وعدم قدرة جيوش الأمة على إزالة كيان يهود ومن يدعمه إنما هو تسويق تصوره الأنظمة وأسيادهم لبقائهم مسيطرين على أمة الإسلام وعدم امتلاكها لقرارها. إن القوة الحقيقية لجيوش المسلمين ستُظهرها دولة الخلافة الراشدة القادمة بإذن الله فهي التي ستعيد للأمة عزتها وكرامتها وتبني في الجيوش عقيدة نصرة المسلمين المستضعفين في كل مكان على وجه الكرة الأرضية، وترسخ نموذجا ملؤه الرحمة والعدل وملاذا لكل الشعوب المقهورة.
إننا على يقين بوعد الله أنه ناصر عباده وإن تحركات الغرب في بلاد المسلمين وتدخلهم بشكل مباشر لدليل على قرب زوالهم بإذن الله، فسنن الله ستتم كما أرادها هو لا كما يريد الاستعمار، فالأمة تتلمس طريق عزتها وتخطو باتجاه استعادة سلطانها فقد كشفت حرب غزة الأخيرة للأمة مقدار حاجتها لقائد رباني يوحد صفوفها تحت راية واحدة ويسير الجيوش لنصرة دينهم وتحرير مقدساتهم وحفظ دمائهم وقطع دابر الاستعمار من بلادهم.
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية الأردن
أ. محمد الأحمد
